موسيقى

الجمعة، 29 أغسطس 2014

الموعظة الثالثة

قال ابن القيم رحمه الله: للعبد بين يدي الله تعالى موقفان:
موقف بين يديه في الصلاة,وموقف بين يديه يوم لقائه ,فمن قام بحق الموقف الاول هون عليه  الموقف الآخر, ومن استهان بهذا الموقف ولم يوفه حقه شدد عليه ذلك الموقف.
 قال تعالى (( ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلاً طويلاً * إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلاً ))<الانسان:26.27>, وقال رحمه الله وهو يصف قرة عيون الصالحين بالصلاة الخاشعة: " فالصلاة قرة عيون المحبين, وسرور أرواحهم, ولذة قلوبهم, وبهجة نفوسهم , يحملون همّ الفراغ منها إذا دخلوا فيها, كما يحمل الفارغ البطال همها حتى يقضيها بسرعة, فلهم فيها شأن وللنقارين شأن, يشكون إلى الله سوء صنيعهم بها إذا ائتموا بهم, كما يشكو الغافل المعرض تطويل إمامه, فسبحان من فاضل بين النفوس وفاوت بينها هذا التفاوت العظيم !! 
وبالجملة فمن كانت قرة عينه في الصلاة فلا شيء أحب إليه ولا أنعم عنده منها, ويود أن لو قطع عمره غير منشغل بغيره, وإنما يسلي نفسه إذا فارقها بأنه سيعود إليها عن قرب , فلا يزن العبد إيمانه ومحبته الله بمثل ميزان الصلاة, فإنها الميزان العادل الذي وزنه غير عائل"
وانظر إلى هذا الحياء من الله, يقول مولى عمرو بن عتبة رحمه الله " استيقظنا يوماً حاراً في ساعة حارة, فبحثنا عن عمرو بن عتبة رحمه الله, فوجدناه في جبل وهو ساجد وعليه غمامه تظله!! وكنا نخرج إلى الغزو معه فلا نتحارس بالليل لكثرة صلاته وبكائه!! ورأيته ذات يوم يصلي فسمعنا زئير الأسد, فهربنا وظل هو قائماً يصلي لم ينصرف من صلاته أو يقطعها, فلما لقيناه قلنا له : أما خفت من الأسد ؟؟!! فقال: إني لأستحي من الله أن أخاف شيئأً سواه"

وقد قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- :" تعاهدوا الرجال في الصلاة , فإن كانوا مرضى فعودوهم , وإن كانوا غير ذلك فعاتبوهم!!"
وكان العبد الصالح أويس القرني رحمه الله إذا أمسى يقول : هذه ليلة الركوع . فيركع  حتى يصبح!! وكان إذا امسى قال : هذه ليلة السجود. فيسجد حتى يصبح !!
وكان إذا أمسى تصدق بما في بيته من الفضل والطعام والثياب, أي الزائدة عن حاجته, تم يقول :" اللهم من مات جوعاً فلا تؤاخذني به !! ومن مات عرياناً فلا تؤاخذني به " 
وقال حاتم الأصم رحمه الله :" فاتتني صلاة الجماعة فعزاني أبو إسحاق البخاري وحده, ولو مات لي ولد لعزاني أكثر من عشرة آلاف نفس, لأن مصيبة الدين عندهم أهون من مصيبة الدنيا " 
أخي: يا من قد وهي شبابه وامتلأ بالزلل كتابه!! أما بلغك أن الجلود إذا استهشدت نطقت؟! أما علمت أن النار للعصاة خلقت؟! إنها لتحرق كل ما يلقى فيها !! فيصعب على خزنتها كثرة تلاقيها!! التوبة تحجب عنها , والدمعة تطفيها !!  قال عليه الصلاة والسلام:" لو أن قطرة من الزقوم قطرت في الأرض لأمرت على أهل الدنيا معيشتهم , فكيف بمن هو طعامه لا طعام غيره؟ " 

الأربعاء، 27 أغسطس 2014

الموعظة الثانية

     اعلم أيها الأخ الحبيب : أن من أصلح سريرته أصلح الله علانيته, ومن عمل لدينه كفاه الله أمر دنياه, ومن أحسن فيما بينه وبين الله أحسن الله فيما بينه وبين الناس, يقول الإمام ابن القيم رحمه الله وهو يتحدث عن انكسار القلب وخضوعه لله تعالى: ""ليس شيء أحب إلى الله تعالى من هذه الكسرة والخضوع والتذلل والإخبات والانطراح بين يديه سبحانه, والاستسلام له , فما أقرب الجبر من هذا القلب المكسور ! وما أدنى النصر, والرحمة والرزق منه !! و أحب القلوب إلى الله سبحانه قلب قد تمكنت منه هذه الكسرة, وملكته هذه الذلة!!    وهذه الذلة والكسرة الخاصة تدخله على الله تعالى وترميه على طريق المحبة, فيفتح له منها باب لالا يفتح له من غير هذه الطريق, وإن كانت سائر  الأعمال والطاعات تفتح للعبد أبوابا من المحبة, لكن الذي يفتح منها من طريق الذل والانكسار والافتقار وازدراء النقس ورؤيتها ((اي بالنسبة لحق الله )) بعين الضعف والعجز والعيب والنقص والذم -نوع آخر وفتح آخر والسالك بهذه الطريق غريب عن الناس وهم في واد وهو في واد, فالله المستعان وهو خير الغافرين""
يقول الأوزعي: " خرج الناس يستسقون وفيهم العبد الصالح بلال بن سعد فقال: يا معشر الناس!! ألستم تقرون بالإساءة وتعترفون بالذنب ؟؟!!فقال الناس جيعاً: نعم!! فرفع يديه إلى السماء وقال: اللهم إنك قلت ((ما على المحسنين من سبيل )) وكلنا نقر لك بالإساءة !! فغفر لنا واسقنا الغيث!! فسقاهم الله وخرجوا يمشون في المطر " قال العبد الصالح بكر بن عبد الله المزني رحمه الله: " يا ابن آدم, من مثلك؟! إذا شئت أن تدخل على مولاك بغير إذن, وتكلمه بغير ترجمان دخلت ؟!! قيل: وكيف ذلك ؟؟! فقال: تسبغ الوضوء  وتدخل محرابك! فإذا أنت قد دخلت على مولاك بغير إذن, وتكلمه بلا ترجمان"
     إذا اشتملت على اليأس                 ضاق لما به الصدر الرحيب
          وأوطنت الكاره واطمأنت               وأرسلت في مكامنها الخطوب 
    ولم تر لانكشاف الضر وجهاً           ولا أغنى بحيلته الأريب 
     أتاك على قنوط منك غوث             يمن به اللطيف المستجيب 
    وكل الحادثات إذا تناهت                  فموصول بها فرج قريب
   فيا أيها الأخ الحبيب : الدنيا سموم قاتلة, والنفوس عن مكائدها غافلة, كم من نظرة تحلو في العاجلة مرارتها لا تطاق في الآجلة! يا ابن آدم, قلبك قلب ضعيف, ورأيك في إطلاق الطرف رأي سخيف. يا طفل الهوى, متى يؤنس منك رشد؟! عينك مطلقة في الحرام, ولسانك مهمل في الآثام!! وجسدك يتعب في كسب الحطام!! كم نظرة محتقرة زلت بها الأقدام!

مواعظ الاخرة (الموعظة الاولى)

الموعظة الاولى

نحن في زمن وصفه الامام ابن القيم الجوزية رحمه الله بقوله: 
"اقشعرت الأرض, وأظلمت السماء, وظهر الفساد في البر والبحر , من ظلم الفجرة - أي ظلمهم لأنفسهم بالذنوب وظلمهم للناس- وذهبت البركات, وقلت الخيرات, وهزلت الوحوش, وتكدرت الحياة من فسق الظلمة, وبكى ضوء النهار, وظلمة الليل من الأعمال الخبيثة- أي الذنوب والمعاصي- والأفعال الفظيعة, وشكا الكرام الكاتبون والمعقبات إلى ربهم من كثرة الفواحش وغلبة المنكرات والقبائح, وهذا -والله- منذر بسيل عذاب قد انعقد غمامه ومؤذن بليل قد ادلهم ظلامه, فاعزلوا عن طريق هذا السبيل بتوبة نصوح ما دامت التوبة ممكنة, وببابها مفتوح".
وفي زمن كهذا الزمن, يقسو القليب ويضعف الايمان ويقل النصير على الخير ويفتقد الجليس الناصح ويعز ويندر الاخ الصالح ويبدأ الفتور والوهن يتسرب الى القلب , وتبدأ بوادر السقوط والتخاذل تظهر على السطح, وهنا تقع الكارثة التي ان لم تتدارك, فستنتهي بالمرء إلى الانتكاس, والانحراف عن درب الهداية والصلاح والالتزام والاستقامة.
يقول ابن الجوزي رحمه الله: " بقدر صعود الإنسان في الدنيا تنزل مرتبته في الآخرة !! وقد صرح بهذا ابن عمر رضي الله عنهما فقال:  والله لا ينال أحد من الدنيا شيئاً إلا نقص من درجاته عند الله وإن كان عنده  كريماً".
فالسعيد من اقتنع بالبلغة -أي الكفاف-, فإن الزمان أشرف من أن يضيع في طلب الدنيا, اللهم إلا أن يكون متورعاً في كسبه, معيناً لنفسه عن الطمع,قاصداً إعانة أهل الخير, والصدقة على المحتاجين, فكسب هذا أصلح من بطالته!!
وقد لقي العبد الصالح عبد الواحد بن زيد رحمه الله أخاه عتبة الغلام رحمه الله ذات يوم في يوم شات شديد البرد فإذا هو يتصبب عرقاً!! فيسأله عبد الواحد: ما شأنك؟!! مالك تعررق في مثل هذا اليوم؟!!
فاعتذر عتبة وقال: خيرٌ!! فألح عبد الواحد في المسألة وقال: لتخبرني!! واستحلفه, فقال عتبة: إني والله ذكرت ذنباً أصبته في هذا المكان قبل سنين, فهذا الذي رأيت من أجل ذلك!!
 أيها الحامل هماً                             إن هذا لا يدوم
   مثلما تفنى المسرات                       كذا تفنى الهموم
      إن قسا الدهر فإن                          الله بالناس رحيم 
       أوترى الخطب عظيماً                    فكذا الأجر عظيم 
فيا أيها الأخ الحبيب: متى تظهر عليك سيما المتقين؟! متى تترقى إلى مقام السابقين؟ متى ستسير على درب الصالحين ؟ متى سترحل عن جحيم المذنبين؟ متى ستنيخ ركائبك مع  بوادي التائبين؟ متى ستقوم في الليل مع المتهجدين؟ متى ستقرع بدموعك أبواب أرحم الراحمين ؟

الأحد، 24 أغسطس 2014

كسب الوقت

ان مما لا شك فيه ان الوقت يمضي بدون شعورنا , وان الادارة الصحيحة لوقتك تضيف الى حياتك ساعات طوال اذا احسنت استغلال الاوقات الضائعة في حياتك ؟ * ان اضافة 15 دقيقة كل يوم , تعني اضافة 13 يوم عمل كل عام *واذا اضفت 30 دقيقة كل يوم فانت تضيف 26 يوم عمل كل عام تخيل شهر كل عام يضاف الى عمرك تذكر : الواجبات دائما اكثر من الاوقات .ان معظم الناس يقضي في الاعمال الروتينية 30-65% 


السبت، 23 أغسطس 2014

الوقت المرعب

بسم الله  الرحمن الرحيم 
الوقت , ما هو ؟ وما طبيعته ؟ 
قراءت دراسة بسيطة  عن الوقت الفعلي الذي نستهلكه في حياتنا وقد لفت نظري انه واقعي ومرعب فعلا ,, فلو افترضنا ان متوسط اعمارنا 60 عاما , فان وقت ربط الاحذية طول حياتنا يستغرق 8 ايام !!
اليكم بعض الامور الاخرى: 
انتظار اشارات المرور ==> شهر 
الوقت عند الحلاق ==> شهر 
ركوب المصاعد في المدن الكبرى ==> 3 شهور 
تنظيف الاسنان بالفرشاة ==> 3 شهور 
انتظار الحافلات ف المدن ==> 5 شهور 
الوقت في الحمام ==> 6 شهور 
قراءة  الكتب ==> سنتان 
وقت الاكل ==> 4 سنوات 
اكتساب الرزق ( العمل ) ==> 9 سنوات 
النوم ==> 20 سنة 
فنجد ان  معظم وقتنا ضائع بالاعمال الروتنية 
"" ان المهام العظام يمكن إنجازها حين يستغل الانسان وقته بكفاءة ""
 مما لفت نظري ان انتاجية العامل الامريكي او الياباني تزيد كثيرا عن انتاجية العامل في الدول النامية التي تبلغ في اخر الاحصائيات 36 دقيقة فقط في اليوم ؟؟!!!

الأربعاء، 13 أغسطس 2014

أعجب العجائب( المخلوقات الفضائية )

قد يقول البعض إن  أعجب عجائب الدنيا،  هو سور الصين العظيم أو  الأهرامات،  وقد ينحاز البعض الآخر إلى منارة الاسكندرية أو برج بيزا المائل، لكن ما أريد التحدث عنه اليوم ليس هذا السور ولا تلك المنارة، بل عن أعجب من ذلك وأصغر.
الانسان ذلك المخلوق الضعيف والمعقد لدرجة جعلت العلماء والمفكرين يستغرقون القرون والاعوام لدراسته ومهما علموا من أسراره، فما خفي كان أعظم.
الأعجوبة التي أتحدث عنها اليوم هي حب الإنسان للدنيا مع أنه يعلم ما هي إلا اختبار نهاية وقته الموت.
قال أحد الحكماء: إننا معشر الإنس لسنا في وطننا الام وإنما في رحلة استكشافية نتزود منها، للعودة إلى ديارنا وطننا الذي سكن فيه ابونا ادم وامنا حواء وطننا الجميل( الجنة)، نحن نبحث عن المخلوقات الفضائية ونسينا أننا لسنا سكان الأرض الأصليين،  ولكن للأسف الكثير منا لا يتزود بخير الزاد.
هذا في نظري هو أغرب غرائب الدنيا

الثلاثاء، 12 أغسطس 2014

لماذا أسير الروح

قد يستغرب البعض لماذا سميت مدونتي بهذا الاسم الذي يدل على ضعف النفس، لقد اخترت هذا الاسم لمدونتي لأنه يصف حالة معظم الشباب الأمة، الضيق النفسي الداخلي يأسر الروح ويجعلك أسيرا، لا تشعر بالسعادة ابدا، حتى إن كنت تعتقد أنك سعيد فهذا ليس بحقيقة،  إن السعادة والسرور مختلفين فالسرور مؤقت،  قد تفرح للنجاح،  للزواج،  للفوز، لمكافئة في العمل، أما السعادة فهي ذلك الشعور بالطمئنينة التي يفقدها الكثيرين، ان اهم عامل لأسر الروح وتقيدها هو الذنوب والخطايا، كل البشر خطائون ولكن من يعرف كيف يتخطى خطاياه ويعتذر ويسامح ويغفر ويستغفر فإنه سيكون سعيدا على عكس من لا يهتم بل ويزيد في الخطايا.
"الخطايا والذنوب والأخطاء هي سلاسل تقيد الروح وتأسرها فاكسر تلك السلاسل تلقى السعادة" fadi